لأن كثرة الإقبال على المشتهيات تورث الغفلة ، وهي تقسي القلب ، وتعميه عن رؤية الحق واتباعه ، * ولقد ارشدنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى تعريف حكيم ومعنى بليغ للزهد من خلال التخفيف من الطعام والشراب فقال ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )أخرجه أحمد4/ 132 وابن ماجة 3349 والترمذي 2380 من حديث معد يكرب رضي الله عنه
إن أسرنا في رمضان تحتاج إلى تربية وتوجيه ، وتمرين شديد على قيادة النفس إلى أعلى المراتب وأسنى المطالب ، في المبادرة إلى اغتنام الساعات بالقول والعمل الصالح ، ونصوص الكتاب والسنة تدعو إلى ذلك ، كما تحذر من العقاب الشديد لمن يغتر بقصور عمله ، ويغريه طول أمله :{ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليماً ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً } سورة النساء 173
فكيف نربي أسرنا المسلمة على اغتنام ساعات رمضان بالأعمال الصالحات ؟ وكيف نسعى للتغير من طباعنا وسلوكنا وأقوالنا وأحوالنا في رمضان فنحول مجالسنا من مجالس لهو وتضييع أوقات إلى مجالس طاعات واغتنام ساعات ؟